كأس العالم 1974- ألمانيا الغربية ترفع الكأس الجديدة والمفاجآت تتوالى

الدولة المضيفة: ألمانيا الغربية。
المنتخب البطل: ألمانيا الغربية - الوصيف: هولندا - المركز الثالث: بولندا - المركز الرابع: البرازيل.
هداف البطولة: البولندي غريغوري لاتو (7) أهداف.
بعد فوز البرازيل بكأس جول ريميه عام 1970، تبنى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) فكرة تقديم كأس عالمية جديدة. ومن بين (53) تصميما مذهلا، وقع الاختيار على تحفة الفنان والنحات الإيطالي سيلفيو غازانيغا، لتجسد الكأس الجديدة. ولاحقاً، أصبحت ألمانيا الغربية الدولة المضيفة وأول منتخب في العالم يفوز بهذه الكأس الرائعة. وكانت هذه البطولة هي الأولى في تاريخ نهائيات كأس العالم التي تشهد نقلًا تلفزيونيًا شاملاً لجميع مبارياتها وبالألوان الزاهية.
شهد نظام المسابقة تعديلاً طفيفاً، فبعد انتهاء دور المجموعات الأول، قرر (الفيفا) أن يكون الدور الثاني بنظام المجموعات أيضاً. وضمت كل مجموعة (4) منتخبات، على أن يلتقي متصدرو كل مجموعة في المباراة النهائية المثيرة، بينما يتواجه ثاني كل مجموعة في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.
غابت المنتخبات العربية عن نهائيات ألمانيا، بينما ظهرت "الكرة الشاملة" الشهيرة لأول مرة مع منتخب هولندا المتألق بقميصه البرتقالي الجذاب. وشهدت البطولة مشاركة أول منتخب أفريقي أسود ممثلاً في منتخب زائير، الذي كان يدربه نفس المدرب الذي قاد منتخب المغرب في النسخة السابقة. كما شاركت أستراليا للمرة الأولى، ومعها منتخب هاييتي ومنتخب ألمانيا الشرقية، الجار اللدود. وعادت منتخبات عريقة مثل هولندا وبولندا إلى النهائيات بعد غياب دام أكثر من (3) عقود.
افتتحت البطولة بمباراة بين البرازيل ويوغوسلافيا، انتهت بنتيجة سلبية للمرة الثالثة على التوالي في النهائيات، على غرار نهائيات 1966 و 1970. ومن المثير للاهتمام أن هذه المباراة كانت الأولى في تاريخ النهائيات التي لم تشهد أي تبديل منذ إقرار هذا النظام عام 1970.
أصبح لاعب منتخب تشيلي كارلوس كاشيلي أول لاعب في تاريخ كأس العالم يتعرض للطرد، وذلك في افتتاح مشوار منتخب بلاده ضد ألمانيا الغربية المضيفة، والتي فازت بصعوبة بهدف يتيم.
في المقابل، خاض منتخب ألمانيا الشرقية أول مباراة له في تاريخ كأس العالم ضد أستراليا، التي كانت تشارك هي الأخرى للمرة الأولى.
عجز منتخب البرازيل عن هز الشباك في مباراتين متتاليتين، وذلك للمرة الأولى في تاريخه، بعد تعادله السلبي ضد يوغوسلافيا وأسكتلندا، الأمر الذي كلفه الخروج المبكر من المونديال، على الرغم من مشاركته كحامل للقب.
حقق منتخب يوغوسلافيا إنجازاً تاريخياً بمعادلة الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجل في مباراة واحدة، والمسجل باسم منتخب المجر، عندما اكتسح كوريا الجنوبية بنتيجة (9/0). وكرر يوغوسلافيا نفس النتيجة (9/0) في مباراته ضد زائير. كذلك، سجل منتخب يوغوسلافيا رقماً قياسياً آخر بتسجيله (6) أهداف في شوط واحد، ليظل هذا الرقم صامداً حتى هذه اللحظة.
كسر منتخب هاييتي المتواضع الرقم القياسي التاريخي لمنتخب إيطاليا وحارسه العملاق دينو زوف في الحفاظ على نظافة الشباك. وعلى الرغم من فوز إيطاليا في اللقاء، تمكن لاعب هاييتي سانون من كسر هذا الرقم القياسي. والأكثر من ذلك، سجل منتخب هاييتي سابقة تاريخية غير مرغوبة، باكتشاف أول حالة منشطات في تاريخ كأس العالم، وكان بطلها اللاعب أرنست جان جوزيف، الذي أعيد إلى بلاده على الفور.
• ألمانيا في مواجهة ألمانيا:
التقى منتخبا ألمانيا بشقيها، الغربية والشرقية، وجهاً لوجه للمرة الوحيدة في نهائيات كأس العالم 1974، التي استضافتها ألمانيا نفسها، قبل أن تتوحد الدولتان لاحقاً.
في مفاجأة مدوية، فازت ألمانيا الشرقية الأقل ترشيحًا على ألمانيا الغربية البطلة. وقد أثار هذا الفوز الشكوك لدى العديد من المراقبين، خاصة وأن هذا الفوز كان تحديداً ما يحتاجه منتخب ألمانيا الشرقية للتأهل إلى الدور التالي، وهو ما تحقق بالفعل.
• نهائي مليء بالمفارقات:
لأول مرة في تاريخ كأس العالم، أقيمت المباراة النهائية في مدينة ليست العاصمة. وقد حدث ذلك في نهائي ألمانيا، الذي أقيم في ميونيخ وليس في برلين، كما هو معتاد في النهائيات.
تأخر انطلاق المباراة النهائية بسبب عدم وجود الرايات الخاصة بزوايا الملعب، مما دفع الحكم الإنجليزي جاك تايلور إلى اتخاذ قرار بعدم البدء حتى يتم توفيرها.
أول ركلة جزاء احتسبت في المباراة النهائية كانت لصالح منتخب هولندا في الدقيقة الأولى، وقبل أن يلمس أي لاعب ألماني الكرة. وسجلت هولندا من خلالها هدف التقدم، والذي كان لاحقًا بمثابة بداية الخسارة لمن يتقدم كالمعتاد.
ركلة جزاء أخرى احتسبت هذه المرة لصالح ألمانيا الغربية، وسجلت منها هدف التعادل. ولاحقاً، تقدمت ألمانيا قبل نهاية الشوط بهدف جيرد موللر، وكان الهدف رقم (14) له في تاريخ نهائيات كأس العالم، وظل صاحب الرقم القياسي لمدة (32) عامًا حتى عام 2006. وصعد القيصر فرانز باكنباور، قائد ألمانيا الغربية، إلى المنصة، ليصبح أول لاعب في التاريخ يرفع كأس العالم بشكلها الجديد.
حقق مدرب ألمانيا الغربية هيلموت شون إنجازا تدريبياً خالداً، حينما أصبح صاحب الرقم القياسي كمدرب يشرف على منتخب في (19) مباراة متتالية في كأس العالم، وتوجها بالفوز بالكأس الغالية.
* مؤرخ رياضي